19/04/2024 23:48
موريتانيا
التعليم
الصحة
تقنيات المعلومات
البيئة
التنمية و الاقتصاد
الحكم الرشيد
الشباب و الرياضة
المرأة و التنمية
الزراعة
السياحة
الأمن الاجتماعي
الثقافة
 
             
 
         
 
  البيئة  
     
التلوث
التصحر و التشجير
التغير المناخي

 

الاحتبـاس الحراري يهـدد دولا ... وموريتانيا ضمـن القائمة  

فذوبان وتلاشي الطبقات الجليدية الضخمة لجزيرة غرينلاند الذي يحتمل اكتمال عملية ذوبانه غضونه
الألفية الثالثة يكفي لغرق أجزاء كبيرة من المعمورة خاصة المناطق المنخفضة من الكرة الأرضية. هذا أن لم تتخذ تدابير حازمة للتقليل من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والحد من استخدامات الكلوريد والسيانيد والصناعات المسببة لارتفاع درجات الحرارة المتزايدة . مما يسبب ذوبان طبقات الجليد
الضخمة في جزيرة غرينلاند والقطبين والتي يتجاوز سمكها ثلاثة كيلومترات وهو ما سينتج عنه
ارتفاع منسوب البحار والمحيطات سبعة أمتار. مما يهدد بلدانا بالغرق مثل بنغلاديشة، السنغال، موريتانيا، جزر القمر، الإمارات العربية المتحدة، عمان، وجزر المحيط الهادئ وأجزاء كبيرة
من فلوريدا، وفي هذا المضمار أكد عالم المناخ البريطاني جوناتان غريغوري أن (أي منطقة ترتفع أقل
من سبعة أمتار عن مستوى سطح البحر سيغمرها الفيضان) وقدر الباحثون أن ارتفاع الحرارة بمتوسط سنوي يبلغ أكثر من ثلاث درجات مائوية يعتبر كاف لذوبان طبقات الجليد مستقبلا. فيما توصل غريغوري وزملاؤه المصري أحمد رضى، والروسي بيوتر مارتيشكو إلى نتائج دقيقة نشروها في مجلة (العلم والحياة) تؤكد أن ارتفاع درجات الحرارة بهذا القدر يمكن أن يحصل فعلا وذلك نظرا لتزايد وتيرة النمو الصناعي وعدم التزام بعض الدول كالولايات المتحدة، الصين، والهند
بالمعاهدات والمواثيق الدولية المقننة لكميات انبعاث الغازات.
فيما أكدت دراسات الفريق (وجدنا أن مستويات ثاني أكسيد الكربون التي من المرجح أن تصل إليها
خلال هذا القرن كافية لإنتاج ذلك القدر من الحرارة) ونتيجة استخدام آلات استشعار الكترونية أكثر دقة في عمل الفريق مما مكنه من المسح والاطلاع على مساحات جلدية واسعة الأمر الذي أفضى
إلى نتيجة مفادها أن التغير في درجات الحرارة ناتج عن زيادة تركيز الغازات المسببة لظاهرة
الاحتباس الحراري والذي يفترض أن يمتد تأثيرها ل350 سنة المقبلة. ورغم أن بنود بروتوكول كيوتو يلزم الاتحاد الأوربي بالتقليل من انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بنحو
ثمانية في المائة من المستوى الذي كانت عليه سنة 1990وذلك في الفترة ما بين 2008 إلى 2012.
ولتحقيق الأهداف المؤدية إلى الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون اعد الاتحاد الأوربي مشروعا دوليا بدأ تطبيقه سنة 2005 يمد بموجبه مصانع الاتحاد بشهادات تتضمن الحصص المسموح بنفثها من ثاني أكسيد الكربون في الهواء. إضافة إلى اتخاذ الاتحاد الأوربي إجراء
حسن نية تجاه المصنعين يسمح لهم في حالة الالتزام بالكميات المنصوص عليها أو التقليل منها إلى حد أدنى بمرونة تفي بإمكانية بيع أو تبادل الحصص الزائدة لديهم في حالة تطبيق الحد المنصوص عليه بيئيا. ورغم المحفزات والخطط المتخذة دوليا فإن الفريق العلمي يرى أن الزيادة في انبعاث غاز ثاني
أكسيد الكربون تقترب من الحد الكارثي الذي يسبب اختلالات رهيبة في الغطاء النباتي و المخزون
المائي لليابسة وتلوثه للكرة الأرضية بصفة عامة. مما تنتج عنه أعاصير، وفيضانات وانزلاقات للتربة، وحرائق، وبراكين، وزلازل، وظواهر جفاف، وتشققات أرضية في مناطق كثيرة من اليابسة التي لا تتجاوز مساحتها 28% من الكرة الأرضية. فيما كان أقل متوسط توصلت إليه بحوث الفريق
العلمية لتركيز غاز ثاني أكسيد الكربون 450 جزءا في المليون وهو ما يعني أن المستويات الحالية لتركيز ثاني أكسيد الكربون تقل بكثير عن هذا الحد. لكن المرجح أن تتجاوزه بحلول منتصف هذا
القرن. ويضيف الفريق أنه لن يكون مستحيلا أن يبقى الحد 450/ مليون كحد حرج لكن هذا المستوى يبقى مرتبطا بالتقليل من انبعاثات غازات ملوثة أخرى أكثر من التي تتم دراستها حاليا. وذلك ما يجعل ظاهرة الاحتباس الحراري أكثر استعصاء نتيجة ارتباطها بآثار ومخلفات تعدد أوجه
التقدم الصناعي الذي يخلف يوما بعد آخر مواد كيميائية و غازات جديدة تحتاج دراسة تأثيرها على
البيئة عدة سنوات.
ورغم الجهود المتخذة من المجتمع الدولي وكثرة المؤتمرات والدراسات المختصة تبقى الدول المتقدمة
الفاعل والسبب الرئيس لظاهرة الاحتباس الحراري. وفي الجهة المقابلة يتركز الضرر ومضاعفات الاحتباس الحراري على الدول الفقيرة نتيجة ضعف الإمكانات المالية وانعدام الدراسات التقنية المختصة. وتبقى موريتانيا ومن مشاكلها من المجمع الدولي الفقير عرضة أن يطمر الكثير من
أراضيها خاصة المناطق الساحلية والسهول المنبسطة المحاذية لها. وفي حال استمرار التزايد المطرد لانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري فأن أمما وشعوبا ومساحات زراعية ورعوية، ومناطق نشاط اقتصادي ستكون عرضة لخراب يصحبه تشرد بشري ونزوح يرشح أن يكون أكبر حركة
تنقل بشري يشهده التاريخ. هذا إن لم تتخذ إجراءات وقائية ملموسة للمحافظة على ما بقي من توازن بيئي هش تزداد اختلالاته يوما بعد آخر. خاصة أن دولا ومناطق كثيرة من العالم مثل موريتانيا
أصبحت أشبه بمناطق جمع أوساخ عالمية أو مقابر نفايات تتسع كل لحظة لتلتهم مساحات النشاط
البشري وحتى أنها أصبحت مزاحما رئيسا للإنسان في المدن وحتى الضواحي.
فاتخاذ خطط بيئية مدروسة تمنع استيراد آلات وأجهزة لفظتها أنظمة البيئة والسلامة الأوربية
كالسيارات المستخدمة أكثر من خمس سنوات ، أو منع استعمالات البلاستيك المفرط الذي تحتاج عملية
تحلله في الأرض أكثر من 500 سنة، أو اتخاذ مبادرات عاجلة لعملية إعادة تصنيعه كألعاب أو أدوات منزلية تخفف مخاطره البيئية أصبحت من ضرورات السلامة البشرية والمدنية النظيفة. ولعل الرادع الأكثر جدوائية هو سن ضريبة بيئية تقتطع من المؤسسات المساهمة في تلوث البيئة ومن السيارات المستخدمة أكثر من خمس سنوات. ومشاركة الحكومات الفعالة في إدراج طرق إنتاج وبرامج عملية سليمة تجعل البيئة أكثر نقاءا. كعمليات إعادة الاستفادة وتصنيع ما يمكن تصنيعه من القمامات غرض تحويله إلى مواد تستخدم في مجالات حيوية أخرى ... هذا إن لم نقل أنه أصبحت من ضرورات العصر الاستفادة من القمامة وما تخلفه الحواضر كمصادر طاقة ومواد صناعية أولية في كثير من البلدان.
لكن الأمر هنا يحتاج الكثير من التدابير والخطط الاقتصادية الناجعة و الاجراءات السياسية والقانونية. خاصة أن اختلالات التوازن البيئي ومؤثرات الاحتباس الحراري كأحد نتائجه الرئيسة ستكون أكثر وقعا على دول المجمع الفقير مثل موريتانيا وغيرها من الدول التي لم تتخذ تدابير وقائية ملموسة ضد النتائج المحققة لظاهرة الاحتباس الحراري. ولعل الظواهر السلبية المتتالية على الكرة الأرضية ليست
بمعزل عن غرائب بدأت تطالع هيئات البحث العلمي التي رصدت تباطأ في حركة المريخ يوم الأربعاء 30 يوليو حيث توقفت حركة المريخ ناحية الشرق. أما في شهري أغسطس وسبتمبر فتحولت دورته فيهما بصفة عكسية تجاه الغرب وذلك إلى نهاية شهر سبتمبر مما يعني أن الشمس أشرقت من مغربها على المريخ هذه السنة. وتدعى هذه الظاهرة علميا ب Retrograde motion (الحركة العكسية للكواكب) وتدل المعطيات العلمية والحسابات الفلكية على أن هذه الظاهرة ستمر على جميع الكواكب بما فيها الأرض. وذلك حسب فوارق الأبعاد والفترات الضوئية فيما بينها.
وتبقى خاتمة القول المستندة إلى النتائج العلمية المتواترة دليلا على أن ظاهرة فناء الكواكب بدأت بوادرها تلوح في الأفق. لكن التأثيرات المدمرة على كوكبنا الأرض تبقى نتيجة عمل إنسان العصر الصناعي ومخلفاته السلبية التي تزداد تنوعا بحيث أن الكثير منها لم يعد العلم قادرا على اللحاق
لدراسة تأثيراته على الأرض التي هي الأخرى بدأت مظاهر الشيخوخة تنتقص مقدراتها الحياتية مما
تمثل في إثقالها بمخلفات، واستغلالات المصادر البيئية بطريقة فوضوية تنذر بالكثير من الظواهر والغرائب المناخية المضرة لوجود حياتي متزن على الكرة الأرضية التي لا تزال الكوكب الوحيد الصالح للحياة.

* yehdih1999@yahoo.com

 
Source: eddarb.com  

 
   

Votre commentaire
 
Nom
Email
Commentaire
 



جميع الحقوق محفوظة 2023 البوابة الموريتانية للتنمية
Tel : 20 30 40 72 - 46 45 31 43 - Fax 525 30 23 - BP 4938
Email : ecms30@gmail.com
Email : ecms30@pmd.mr
Nombre de tous les visiteurs : #
Nombre de visiteur en ligne : #

Powered By: MajorSystems